عاجل الايمو .. حالة شبابية تتسبب في مقتل أتباعها العراقيين
- عرض المعرضشابة في أرمينيا تنتمي إلى الإيمو .. وهي جماعة من محبي موسيقى الروك
فتحت
حوادث قتل شباب عراقيين الأسبوع الماضي بسبب انتمائهم إلى جماعات الإيمو
باب التساؤلات حول ماهية هذه الجماعات ومقدار المخاطر التي تتعرض لها بسبب
الهالة الغامضة المحيطة بها.
وقالت فتاة عراقية تنتمي لإحدى جماعات
الإيمو في حديث مع قناة "الشرقية" ودون إظهار ملامح وجهها خشية التعرض لعنف
: "إحساسنا بالحزن والوحدة نتيجة التحكم فينا وكأننا لا يوجد لدينا حرية
شخصية هو ما جعلنا نتجه لذلك، نحن لا نعانى من الشذوذ ولسنا كفرة أو بعيدين
عن الله، بل فينا بنات محجبات ولا يوجد لدينا تفرقة بين دين وأخر".
وأوضحت الفتاة أن الظاهرة بدأت فى العراق فى أعقاب الغزو الأمريكى لها عام 2003 ثم أخذت فى الانتشار فى الوقت الحالى.
وتمردت
الفتاة على الواقع الرتيب من خلال تحكم عائلتها فيها، واختارت أسلوبا قد
يبدو شاذا لدى البعض، وذلك بعد اتجاهها لتبنى فكر الإيمو وهى كلمة إنجليزية
تعني الشخص مرهف الحس.
هذه الظاهرة الغربية فى الأساس يتبع مقلدوها
نمطا معينا في الحياة يتمثل فى الاستماع لنوع معين من موسيقى الروك،
وينجذب أفرادها لهيئة معينة تتمثل في قصات شعر تغطي جزء من الوجه مع ارتداء
إكسسوارات لتجميل الملاح مع الحرص على ارتداء ملابس سوداء، وسراويل ضيقة
جدا أو فضفاضة جدا، وأغطية المعصم، أما في العراق، يعتبرها البعض دليلا على
الميول الجنسية للشباب، ويتهمهم البعض بأنهم مثليون.
وأضافت الفتاة
التى كانت ترتدى وشاحا سودا وتضع على رأسها غطاء على هيئة جمجمة : "تنتشر
إيمو فى العراق حاليا بين الشباب المراهقيين الذين تتراوح أعمارهم من فترة
14 إلى 18".
عبادة الشيطانونفى عضو في
الإيمو ارتباط الظاهرة بعبادة الشيطان ولكنه أكد ميل أفراد الجماعة
للانتحار، نتيجةَ للكآبة المزمنة التي تؤدي في النهاية إلى إضطرابات نفسية
وربما الميل الى تعاطي المخدرات.
ومن ناحية أخرى كشف خالد شواني وهو
نائب عراقي في إحدى جلسات البرلمان عن تعرض 53 من شباب الإيمو للقتل
الأسبوع الماضي بينهم 13 في بغداد.
واعتقد النائب أن هذه الحالة أمر
خطير ويعارض مباديء حرية الإنسان في الملبس والممارسات الشخصية، طالما لا
يضر بالمجتمع وقال "لابد من اتخاذ موقف جريء لمعرفة أسباب مقتل 53 من
هؤلاء الشباب".
وكانت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية واسعة الانتشار
قد نشرت تقريرا عن الايمو عام 2006 عقب انتشار الظاهرة في أوروبا لتحذير
أولياء أمور المراهقين من احتمال انتحار أبنائهم رغم أن نسبة أقل من الايمو
يلجأون لذلك، وقالت الصحيفة أن الايمو هو تطور طبيعي لموضة الثقافة
القوطية التي انتشرت في أوروبا في القرون الوسطى.
ويرجع السبب في
الخلط بين جماعات عبدة الشيطان وجماعات الايمو في تشابه الطرفين في بعض
المظاهر مثل سماع نمط معين من الموسيقى الغربي (ميتال) أو (هارد روك) وهما
نمطان متشابهان لغير المتابعين، وارتداء أتباع الايمو لملابس سوداء وعلامات
لرموز شريرة.
القتل بسحق الرأسوقال بعض
أتباع إيمو في العراق إن قتل شباب الإيمو وعبدة الشيطان فى العراق يتم عن
طريق سحق الرأس بحجر من الاسمنت، فيما قتل العديد من الشباب الذين لاينتمون
للايمو عن طريق الخطأ وذلك فقط لطول شعرهم.
ووصف عبد الرحيم
الركابي -ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني- طرق قتل هؤلاء الشباب
بالـ"هجمات الإرهابية"، قائلا إن هذه الظاهرة يجب أن تعالج عن طريق الحوار
والتهدئة بطرق سلمية وليس عن طريق التصفية الجسدية.
بينما قال
النائب سليم الجبوري رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراق إن لجنة
حقوق الانسان اجتمعت وناقشت موضوع استهداف شباب الايمو وأنه حتى الآن لم
يصل موضوع استهداف الإيمو إلى أن يكون ظاهرة.
وزارة الداخلية
العراقية من جانبها اكتفت ببيان أًصدرته في 13 فبراير يقول إن "الداخلية
تشن حملة للقضاء على الايمو، وأن الظاهرة يجري متابعتها من قبل الوزارة
التي لديها موافقات رسمية بالقضاء عليها في اقرب وقت ممكن".