Admin Admin
عدد المساهمات : 5371 تاريخ التسجيل : 18/08/2011
| موضوع: ماهو المكر السئ (المكيدة) ، موضوع راح يعجبكم السبت أغسطس 20, 2011 3:15 pm | |
| ماهو المكر السئ (المكيدة) ، موضوع راح يعجبكم قد تختلف المكائد وتتنوع أصنافها إلا ان دوافعها تكاد تكون واحدة وجميعها تتغذى من نفس الأسباب التي يمكن حصرها في كلمة واحدة هي (الكراهية). وهي أهم الأسباب التي تؤجج النيران في قلب أي كان، فيبدأ في حياكة المكائد لكل من حوله حقداً وحسداً وانتقاماً لإحساسه الدائم بضآلة حجمه مقارنة بالآخرين ، وقديماً قيل: اذا كرهت فتىً كرهت كلامه واذا سمعت غناءه لم تطرب
كذلك فإن الكاره لشخص بعينه تراه يستبسل لتصيد أي خطأ قد يقع منه ليكون له سلاحاً عند المواجهة.
وعين البغض تبرز كل عيب وعين الحب لا تجد العيوبــا
وقد تبرز من خلال مسألة المكائد حقيقة مزعجة بالنسبة للأخيار من الناس، ولكنها تبقى حقيقة على اية حال، وهي أن العاقل الكريم صديق كل احد إلا من ضره، أما الليئم الجاهل فإنه صديق كل احد إلا من نفعه، وهذه الحقيقة تؤدي الى نتيجة مهمة وهي ان شر الناس هو الإنسان الذي يتقيه الناس لشره وهو الذي لا يبالي ان يراه الناس سيئاً، وهو المتملق الذي يحيا على حساب من يصغي اليه، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (ان من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين) لأنه يتخذ اسلوب الكذب والتملق تجارة رابحة يحقق من خلالها ارباحه الدنيئة من مصالح دنيوية.
ولعل أشد ما يؤلم أن تواجه المكائد ممن مددت يدك يوماً إليه لتعينه ولكن سنة الله قد قضت أن تكون هذه الخصلة من طبائع اللئام ولا ننس أن نذكر هذا البيت:
أخشى الأذى عنـد اكـرام اللئيــم كما
يخشى الاذى من اهان الحر في الحفلِ
ثم أصحاب النفوس الدنيئة لا يتورعون عن ارتكاب اشد المعاصي في سبيل إنزال الاذى بك، فتجدهم يتفننون في توجيه المكائد من قذف وبهتان بحقك، ولم يغفل القرآن الكريم هذا الجانب فقد قال تعالى (ومن يكسب خطيئة او إثما ثم يرمِ به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا).
ومع ذلك يكفيك من الله نصرا ان ترى عدوك يعصي الله فيك، وقد بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن ترك الإضرار بالناس خير الجزاء من الله، فقد قيل: يا رسول الله أرأيت ان ضعفت عن بعض العمل؟ قال: تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك، وإن مكارم الأخلاق الكريمة تحول دون تفكير المرء بالإيذاء والضرر وقد وصف الشاعر تلك الحالة بقوله:
إنا لقومٌ أبتْ أخلاقنا شرفاً أن نبتدي بالأذى من ليس يُؤْذينا
اما أصحاب النفوس الدنيئة، فإنهم لا يستنكرون إنزال الأذى بالآخرين بل ويستلذون بذلك الى درجة الادمان.
قد يستلذ الفتى ما اعتاد من ضرر حتى يرى في تعاطيه المسرات
وغالبا فإن هؤلاء الأفراد ينسون سوء العاقبة التي قد تحل بهم، لأن الله سبحانه وتعالى توعد المسيء بسوء العاقبة، لأن الله رؤوف بعباده ولا يقبل ظلمهم، ثم انه العادل في حكمه ويجزي كلاً بعمله
قضى الله ان البغض يصرع أهله وأن على الباغي تدور الدوائر
كذلك فإن الانسان حينما ينتصر لظلمه ليست عليه أي ملامة، بل وان الإنسان عليه أن يستعد ويتخذ الحيطة لمجابهة أية مكيدة قد تحاك ضده
وختاما نقول ان ضعف الشخصية وخللها الداخلي الناتج عن مركبات النقص هو ما يدفع الكثيرين لحبك المكائد لمن حولهم وللمظلومين بمكائد من حولهم نقول:
توقَّ الأذى من كل نذل وساقطٍ فكم قد تأذى بالأراذل سيد ألم تر أن الليث تؤذيه بقةٌ ويأخذ من حد المهنَّدِ مِبْرَدُ
| |
|