صحة , اكتشاف دواء جديد لعلاج الالتهاب الكبدى الوبائى “سى”
يعد مرض
من
أخطر وأشرس الأمراض المزمنة والمعدية، حيث لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى
أى مصل فعال للوقاية منه، ولم يتوصلوا إلا لبعض العلاجات الضعيفة التى لا
تسمن ولا تغنى من جوع، ولكن يبدو أن هناك بارقة أمل جديدة، قد بدأت فى
الظهور تبشر بالشفاء من هذا المرض المزمن، حيث تمكن عدد من العلماء بجامعة
كاليفورنيا من التعرف على مجموعة جديدة من المركبات قادرة على علاج هذا
الفيروس الخطير، والذى يصيب أكثر من ١٧٠ مليون شخص على مستوى العالم.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الفئة الجديدة من
المركبات تنتمى إلى مجموعة benzimidazoles"، " والمعروف عنها قدرتها
على إيقاف تصنيع البروتينات الفيروسية، والتى تحتاجها هذه الكائنات الدقيقة
داخل الخلايا البشرية المصابة .
وتمكن العلماء من التعرف على الشكل ثلاثى
الأبعاد لأحد المركبات، الذى ينتمى لهذه المجموعة باستخدام الأشعة السينية
أو أشعة إكس، وأشاروا إلى أن هذه المجموعة الجديدة من المركبات قادرة على
تحجيم الفيروس المتسبب فى الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى "سى"، حيث تقوم
بإيقاف عملية المضاعفة والتكرار الذى يستخدمها للتكاثر وزيادة عدده، وهو
ما يحد من انتشاره إلى خلايا الكبد السليمة ويوقف من عملية تكاثره، بما
يسهل من عملية القضاء عليه.
وعن آلية عمل هذه المجموعة، أشارت الدراسة
إلى أن تلك المركبات تقضى على الفيروس المسبب للالتهاب الكبدى الوبائى "سى"
عن طريق تحفيز جينوم الفيروس، وإعطاء الأوامر إليه بفتح أحد الأجزاء
الخاصة بالحمض النووى الريبوزى، لينطلق المركب الجديد داخله ويلتحم به بشكل
مثالى، وبالتالى لا يجد صعوبة فى منع فيروس "سى" من مضاعفة نفسه.
ويشير الدكتور توماس هيرمان، أحد القائمين
على الدراسة إلى أن نقص المعلومات حول كيفية ارتباط المركبات العلاجية
المختلفة بالجينوم الخاص بالفيروس، أعاق العلماء الفترة الماضية عن التوصل
إلى علاجات قوية وفعالة لفيروس "سى"، مؤكدا على أن تلك الاكتشفات الأخيرة
ستقودهم إلى تصميم أدوية جديدة ومبتكرة لعلاج هذا المرض المزمن، وإلى
التحسين من خواص المركبات التى تنتمى لمجموعة "benzimidazole inhibitors"،
والرفع من قدرتها على علاج الفيروس.